آخر الايام!‎

تكلم انبياء ورسل الله كثيرًا عن آخر الازمنة او آخر الايام، كما نقرأ في العهد القديم كتاب دانيال، زكريا وملاخي، وفي العهد الجديد في انجيل متى ورسالة بولس الى تيموثاوس
05 يونيو 2018 - 00:28 بتوقيت القدس

تكلم انبياء ورسل الله كثيرًا عن آخر الازمنة او آخر الايام، كما نقرأ في العهد القديم كتاب دانيال، زكريا وملاخي، وفي العهد الجديد في انجيل متى ورسالة بولس الى تيموثاوس، هذا الموضوع هام جدًا ومصيري لحياة كل مؤمن بالرب يسوع، وطبعًا لكل انسان باحث عن الحق الالهي من خلال الكتاب المقدس.

في انجيل متى الاصحاح 24 نقرأ عن الحوار الذي كان بين الرب يسوع وتلاميذه، عن علامة مجيء الرب وانقضاء الدهر، عندما تقدم تلاميذ الرب اليه لكي يُروه أبنية الهيكل، والرب كان قد قال في متى 23: 38:
" هوذا بيتكم يُترك لكم خرابًا، لأني اقول لكم انكم لا تروني من الان حتى تقولوا: مبارك الآتي باسم الرب ".
وبعدها تابع التلاميذ بالسؤال عن الابنية، ويسوع يُؤكد ثانية انه لا يُترك ههنا حجرٌ على حجرٍ لا يُنقض.
وهذا ما نراه في ايامنا هذه، ان كثيرين تمسكوا بالأبنية والهياكل، ونسوا رب الهياكل ورب المجد يسوع المسيح. 

بعد هذا الحوار جاء جواب الرب يسوع بشكل قاطع وغير متوقع، كما علمنا يسوع ان اجاباته كانت لخير وبركة السامعين، وليس فقط للمعرفة، عندما قال لهم انظروا! لا يُضِلَّكم أحد، فان كثيرين سيأتون باسمي قائلين انا هو المسيح ويضلون كثيرين. فمن جواب الرب هذا لتلاميذه ندرك اهمية هذا الموضوع.

يتابع يسوع قائلًا انه سوف تسمعون بحروب واخبار حروب، وكلنا نشهد الاضطراب الحادث في بلادنا وفي الشرق الاوسط، بل في انحاء العالم عن حروب واخبار حروب، ولكن الرب يتابع ويقول انه لا بد ان تكون هذه كلها، ولكن ليس المنتهى بعد. لأنه تقوم أُمَّة على أُمَّة ومملكة على مملكة، وتكون مجاعات واوبئة وزلازل في اماكن، ولكن هذه كلها مبتدأ الاوجاع.

وهذا ايضًا ما نشهده عن انتشار الاوبئة والزلازل، والمجاعات في انحاء العالم.

الرب يسوع كان قد اعلم التلاميذ، وهذا نراه ايضًا في ايامنا هذه وبكثرة، انه سوف يسلمونكم الى ضيقٍ ويقتلونكم، وتكونون مبغضين من جميع الامم لأجل اسمي. فهل في ايامنا هذه نرى الاضطهاد ضد المسيحيين في انحاء العالم؟ ومن هو الذي يضطهد بل ويسفك الدم باسم الله؟
هل هذا يخيف ويرعب شعب الرب والكنيسة؟ نقول كلنا بنعمة الرب لا، لان الله معنا، وهو الرب الذي وعد ان ابواب الجحيم لن تقوى على الكنيسة لمجد اسمه القدوس.

لكن الرب قد حذر بانه سوف يعثر كثيرين ويسلمون بعضهم بعضًا ويبغضون بعضهم بعضًا، وكما تأملنا في المقال السابق نقرأ هنا ايضًا انه سوف يقوم أنبياء كذبة، وللأسف الكتاب يقول لنا انهم كثيرون، ويضلون كثيرين، ولكثرة الاثم تبرد محبة الكثيرين، ولكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص، وهذا اهم امر واهم دعوة لنا جميعًا، ان نثبت في المحبة، محبة الله في قلوبنا، ندرك كم احبنا الله جميعًا بل احب العالم اجمع وارسل ابنه لكي يموت عنا جميعًا على الصليب، وفقط محبة الله لنا، ومحبة بعضنا بعض باسم الهنا، لان من يحب الوالد اي الله يحب اولاد الله، وبقوة محبته لنا، التي انسكبت في قلوبنا بالروح القدس، هي التي تحفظنا الى النهاية، وبقوة وعظمة محبته لنا نصبر حتى المنتهى. ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم ثم يأتي المنتهى.

وفي تلك الايام يكون ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الان ولن يكون، ولو لم تُقصر تلك الايام لم يخلص جسد، ولكن لأجل المختارين تقصر تلك الايام. وكما حذر الرب انه ان قال أحد لكم هوذا المسيح هنا! او هناك! فلا تصدقوا، لأنه سيقوم مسحاء كذبة وانبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب، حتى يضلوا لو أمكن المختارين ايضًا، ها انا قد سبقت واخبرتكم يقول الرب (متى 25:24).

يتابع متى انه كما ان البرق يخرج من المشارق ويظهر الى المغارب، هكذا يكون ايضًا مجيء ابن الانسان (اي يسوع المسيح الرب)، لأنه حيثما تكن الجثة، فهناك تجتمع النسور.

اخوتي لنجتهد ان نحفظ وحدانية الروح برباط السلام، لكي نحارب باسم الرب كل روح نجس وكل نبي كذاب يدس البدع والاكاذيب بين شعب الرب وفي الكنيسة، وليحفظنا الرب في معرفة الحق الالهي، متكلين وواثقين بمحبته لنا، وانه قادر ان يحفظ وديعتنا الى ذلك اليوم، ولكن دعونا اليوم وغدًا نجتمع على اسم الرب، لأنه بالفعل اين الجثة، هناك تجتمع النسور، واين الرب موجود نجتمع كلنا على اسمه المبارك.

هكذا وصف لنا متى الانجيلي آخر الايام، كذلك رسول الامم المبارك بولس، حذر ابنه تيموثاوس عن الشر الآتي على العالم في آخر الايام، وان كان بولس قد كتب وحذر قبل حوالي الفي سنة، فكم بالحري علينا نحن اليوم ان نسمع هذا النداء وهذا التحذير، لأننا بالفعل نرى في ايامنا هذه ما كتبه متى البشير وبولس الرسول!

فهو من حذر انه سوف تأتي أزمنة صعبة في الايام الاخيرة (تيموثاوس الثانية 1:3) لان الناس يكونون محبين لأنفسهم، محبين للمال، وهذا ما نراه اليوم انه كل انسان يعيش في حاله هو، ولا يهمه الآخرين، بل كل الهم هو جمع الاموال، ونسوا التحذير ان محبة المال أصل لكل الشرور، ان ابتغاه قوم ضلوا عن الايمان، وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة.

كذلك الناس يكونون متعظمين، مستكبرين، مجدفين، غير طائعين لوالديهم، ونسوا وصية الله أكرم اباك وأمك، وكما كتب بولس في رسالة افسس 1:6، ايها الاولاد اطيعوا والديكم في الرب لان هذا حق، فهل نرى في ايامنا هذه التكبر والتجديف على اسم الله والرب يسوع المسيح؟ هل الاولاد يطيعون والديهم؟

في ايامنا هذه نشهد حياة البطر والاسراف الزائد، في الطعام والشراب، في حياة اللهو والسهر، الرغبة الشديدة بامتلاك الاراضي والبيوت وما شابه!

ومع كل هذا، الله ينعم علينا جميعًا بعطاياه التي لا تعد ولا تحصى، ولكن بولس يقول ان الناس يكونون غير شاكرين، دنسين، بلا حنو، بلا رضى، ثالبين (يتكلم ضد شخص بغيابه) عديمي النزاهة، شرسين، غير محبين للصلاح، خائنين، مقتحمين (متهورين)، متصلفين (متكبرين)، محبين للذات دون محبة الله، لهم صورة التقوى، ولكنهم منكرون قوتها، ووصية بولس ان نعرض عن هؤلاء.

نرى هنا ايضًا، ان بولس ركز علىان الناس يكونون محبين للذات دون محبة الله، كما ذكر متى في الانجيل انه سوف تبرد محبة كثيرين!

وفي رسالة بولس الرسول الاولى الى تيموثاوس 1:4، كتب بولس ان الروح يقول صريحًا: 
انه في الازمنة الاخيرة يرتد قوم عن الايمان، تابعين ارواح مضلة وتعاليم شياطين، في رياء اقوال كاذبة، موسومة ضمائرهم، مانعين عن الزواج، وامرين ان يمتنع عن اطعمة قد خلقها الله لتتناول بالشكر من المؤمنين وعارفي الحق.

فهل نسمع في ايامنا هذه عمن يوصي بان يمتنع عن الزواج؟ وان نمتنع عن اطعمة معينة؟
هذه صلاتنا اخوتي، ان نعرض عن هؤلاء، من لهم صورة التقوى ولكن منكرين قوتها، اي انهم من الخارج على افضل حال، ولكن من الداخل ذئاب خاطفة، تريد ان تخطف النفوس الضعيفة وحديثة الايمان من الكنيسة بل من يدي الرب، لكن الرب يسوع سهران على كنيسته وعروسه، فهل نسهر نحن معه بالصلاة والمحبة، محبة الله ومحبة احدنا للآخر ايضًا، ومتى جاء العريس لا يجدنا نيام بل نكون كالعذارى الحكيمات، من اخذن زيتًا في انيتهن مع مصابيحهن، ونكون مستعدين وندخل مع العريس الى العرس، لأنه عن قريب، بل قريب جدًا، سوف يغلق الرب يسوع الباب، باب النعمة، الباب الضيق، باب الصليب، الباب الذي يؤدي الى الحياة الابدية، وعندها عذارى جاهلات كثيرات، من لن يأخذن معهن زيتًا، اي انه لم يكن عمل حقيقي وجذري لروح الرب في قلوبهن وفي حياتهن، سوف يقلن:
يا سيد، يا سيد، افتح لنا!
فيجيب الرب يسوع قائلًا:
الحق اقول لكن، أنى ما اعرفكن!!!
فلنسمع الوصية اذًا على فم متى الانجيلي:

اسهروا اذًا لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التي يأتي فيها ابن الانسان، يسوع المسيح.
او أنك ما زلت من قوم المستهزئين في آخر الايام، السالكين بحسب شهوات أنفسهم وقائلين:
اين هو موعد مجيئه؟ لأنه من حين رقد الآباء كل شيء باقٍ هكذا من بدء الخليقة (بطرس الثانية 3:3).

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا