من مدينة الهلاك الى المدينة السماوية

الله يعطي الشّجاعة والقدرة للغالبين ليشقّوا طريقهم وسط صعاب الحياة، فيُستقبلوا في النهاية بفرح عظيم ويُلبَسوا الأكاليل فلا غلبة من دون خوض الحروب الرّوحيّة.
08 نوفمبر 2020 - 16:32 بتوقيت القدس

في رحلتي إلى المدينة المقدّسة بين اليأس والرّجاء، بين الذّات البشريّة المضطربة والغارقة في "بالوعة اليأس". رأيت يد "المنجِد" الّتي تُنقذني.

رأيت المبشر فأعطاني دُرجاً ملفوفاً مكتوباً فيه: "اهْرُبوا مِنَ الغَضَب الآتي"، وأشار بإصبعه نحو بابٍ ضيّق طالِباً إلي أن اهرب إلى ذلك الباب واقرع، وهناك سيُقال لي ماذا ينبغي أن افعل. فأخذت اجري بعيداً عن بيتي وغادرت مدينة الهلاك على الرّغم من توسّلات عائلتي ومعارفي لارجع.

ضللت الطريق فحولت وجهتي لاطلب مساعدة "الناموسي" و لكن ظهر لي ان التلة شاهقة الارتفاع فتراجعت عن المسير خوفا من ان تسقط فوقي و رأيت بروقا و السنة من النيران تخرج فخفت ان احترق، فوقفت و أنا مرتعب و مرتعد.
وعندئذ ابصرت المبشر قادما نحوي حيث  لامني على انحرافي عن الطريق .. فقلت له: "يا سيدي هل هناك امل في خلاصي؟ و هل في الامكان ان ارجع و اتجه نحو الباب الضيق؟"
فأجابني المبشر، نعم "فقط تحفظ لنفسك لئلا تبتعد مرة اخرى".

 ثم قادني الاحسان إلى بيت "المفسِّر". فحين قرعت بابه أراني امورا عجيبة.

وما ان وصلت الى الصليب حتى انحلت ربط النير و سقط الحمل من على منكبي و ظل يتدحرج حتى وصل الى فم القبر فاختفى هناك. و عندئذ ابتهجت و طفرت فرحا.

في بداية هذه السياحة كنت غير مستعد للّقاء الأخير، غير مستعدّ للمدينة السّماويّة، لكنّني غير يائس من بلوغها؛ فَيَد "المنجِد" رجائي، و"الرّوح القدس" الذي بدأ عمل النّعمة في قلبي الخاطئ، "لن يتركني اهلك". 

لقد بدأت أرى الدّرب... ويد الرب الّتي تمسكني وتحملني، لأنّ أقدامي وخطواتي خانتني ولم يعد لي سوى العناية الإلهيّة الّتي سلّمتها ذاتي... 

وستقودني إلى عبور "نهر الموت" إلى المدينة السّماويّة. فـَقد وعدنا وقال: "في بَيْت أبي مَنازِلُ كَثيرَةٌ، وإلاّ فَإنّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُم. أنا أَمْضي لأُعِدَّ لَكُم مَكانًا، وإنْ مَضَيْتُ وأعْدَدْتُ لَكُم مَكانًا آتي أيْضًا وآخُذُكُم إلَيَّ، حتَّى حَيْثُ أكونُ أنا تَكونونَ أنْتُم أيْضًا" (يوحنّا 14: 2-3)..

... فلتقُدني يداك يا رب مع "سياحة المسيحيّ" وتوصلني إلى المدينة المقدّسة، حيث هناك منزلي الّذي أنت أعددته لي. لك كلّ المجد، إلى أبد الآبدين. آمين 

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا