دروس كتابية: هل تجتاز الكنيسة الضيقة العظيمة؟؟؟

يكثُر التساؤل عن مستقبل كنيسة الله في الوقت القادم، ما هي المحطة القادمة لها؟ هل ستجتاز الضيقة التي ستأتي على الأرض؟ أم ستُرفع بالإختطاف قبل الضيقة؟
08 سبتمبر 2020 - 18:15 بتوقيت القدس

مقدمة من خلال اختبار في الخدمة الرعوية للقس اشرف ابيشاي.

ونحن في ظل جائحة الكورونا فرض هذا السؤال نفسه فرضا، ولم يكن للوعاظ والمعلمين في الكنيسة بدا الا ان يتناولوا هذا الموضوع درسًا، ووعظًا اجابة لاسئلة وحيرة المؤمنين.

فقد حدث في احد اجتماعتنا الصغيرة العدد بسبب جائحة الكورونا، وبينما نتشارك كاخوة على القهوة كالمعتاد بعد الاجتماعات، سأل احد الاخوة المؤمنين عن الكورونا وعلاقتها بالضيقة العظيمة.

دارات الاحاديث، وتوسع الكلام عن الاحداث ذات الصلة وخاصة موضوع اختطاف الكنيسة المرتقب والوشيك قبيل بدء الضيقة العظيمة. كان الكلام يرافقه اشواق، ابتهاج، قصص معزية جسدتها عدة افلام مسيحية عن الاختطاف والتي تم تمثيلها في الاعلام المسيحي بحنكة درامية واحترافية عالية.

ولكن تعكر الصفو، وخنقت الاشواق، واحتقنت الكلمات بسبب كلمة قلتها انا، فقد نزلت كالصاعقة والواقعة الناذلة على الرؤوس، فقد قلت:
"بحسب فهمي ودراستي في كلمة الله ارى ان الكنيسة سوف تجتاز الضيقة العظيمة".

دار النقاش الى ان وقف احد الاخوة قديم الايمان شارحا ومفصلا الامر، فذكر فيما ذكره:

"تعلمنا منذ صغرنا منذ كان المرحوم ابي مع الاخوة المؤمنين الاوائل في هذه البلاد عن هذه الامور التي كانت موضوع اغلب العظات، والاحاديث الروحية في  مؤتمراتنا وسهراتنا. فقد تعلمنا عن الرجاء المبارك، الاختطاف السري للكنيسة، اكمال ازمنة الامم، افتقاد اسرائيل، نبؤة دانيال السبعين اسبوع، الوحش والنبي الكاذب، بناء الهيكل، استعلان المسيح، الملك الالفي، الدينونة والحالة الابدية.

وذكر ان جيل الابناء المؤمنين وسبقه جيل الآباء المعلمين قد تربوا على هذه التعاليم الكتابية المستكشفة من حكمة الله تحقيقا للاعداد لنبؤة: "ففي نصف الليل صار صراخ: هوذا العريس مقبل، فاخرجن للقائه!" (مت ٢٥ : ٦).

وركز في كلامه علي عظمة الرجاء المبارك وهو الاختطاف السري للكنيسة قبيل الضيقة العظيمة المزمعة ان تأتي على كل العالم مستشهدا بوعود كتابية مثل:

"لأنك حفظت كلمة صبري، أنا أيضا سأحفظك من ساعة التجربة العتيدة أن تأتي على العالم كله لتجرب الساكنين على الأرض." (رؤ ٣ : ١٠).

"وتنتظروا ابنه من السماء، الذي أقامه من الأموات، يسوع، الذي ينقذنا من الغضب الآتي." (1تس ١ : ١٠).

"اسهروا إذا وتضرعوا في كل حين، لكي تحسبوا أهلا للنجاة من جميع هذا المزمع أن يكون، وتقفوا قدام ابن الإنسان". (لو ٢١ : ٣٦).

وذكر ان هذا الرجاء المبارك يخص الكنيسة التي كانت "سر مكتوم" وانبياء العهد القديم وحتى مثل النبي دانيال الذي اشاد الله بحكمته لم يكونوا يعرفونه. وهذا امتياز العهد الجديد وايضا امتياز جيلنا الذي دعاه اخونا "جيل الاختطاف".

كان اخونا الحبيب يتكلم ويسترسل بسيل من المعلومات الكتابية، والترتيبات التي جعلت الحاضرين يتهللون ويرددوا مجدا.. هللويا

ومع انني انا خادم متقدم في الاجتماع لكنني امام ذلك بدوت صغيرا، ويجب عليّ ان اتعلم واتتلمذ من جديد.

فكرت في نفسي، وتواضعت في قلبي، وسكنت افكاري فلم اشاء ان يكون في الاجتماع خلاف، انقسام، واحتدام النقاش خاصة وقد صار الوقت متأخر ولابد ان ينصرف الاجتماع بسلام.

فوقفت خاتمًا للقاء وقلت:
اخوتي الاحباء
دعوني اعترف لكم
ان نبؤات الايام الاخيرة
لها عدة مدارس تفسيرية،
ومعلمين الكتاب المقدس قالوا فيها اراء مختلفة ومتباينة.
والسبب في ذلك يرجع لما قاله رسولي الرب بولس ويوحنا
فقد قال الرسول بولس:

"فإننا ننظر الآن في مرآة، في لغز، لكن حينئذ وجها لوجه. الآن أعرف بعض المعرفة، لكن حينئذ سأعرف كما عرفت." (1كو ١٣ : ١٢).

والرسول يوحنا عبر تعبير مشابه:

"أيها الأحباء، الآن نحن أولاد الله، ولم يظهر بعد ماذا سنكون. ولكن نعلم أنه إذا أظهر نكون مثله، لأننا سنراه كما هو." (1يو ٣ : ٢).

وذكرت ان اكثر الانبياء معرفة وكشفا هما دانيال ويوحنا وقيل عن كل منهم انهم محبوبين لكن الرب قال للنبي دانيال:

"أما أنت يا دانيآل فأخف الكلام واختم السفر إلى وقت النهاية. كثيرون يتصفحونه والمعرفة تزداد"..... وأنا سمعت وما فهمت. فقلت: "يا سيدي، ما هي آخر هذه؟ "فقال: "اذهب يا دانيآل لأن الكلمات مخفية ومختومة إلى وقت النهاية". (دا ١٢: ٤، ٨-٩).

والرسول يوحنا ايضا مع كل الكشف الالهي قال:

"أيها الأحباء، الآن نحن أولاد الله، ولم يظهر بعد ماذا سنكون" (1يو ٣ : ٢).

لذلك تقول كلمة الله: "لذلك عزوا بعضكم بعضا بهذا الكلام." (1تس ٤ : ١٨).
فالرب يدعونا بما اعلن لنا ان نعزي بعضنا بعضا ،وليس ان نجادل او نغاضب بعضنا بعضا.

وتابعت وقلت للاخوة

انا اعدكم وارجو ان تعدوني انتم ايضا، انا اعدكم انه في الايام القادمة سوف نتناول مواضيع مجيء الرب والامور الاخيرة وندرس المدارس التفسيرية، ونقاط القوة والضعف في كل تفسير، لكن اطلب منكم ان تعدوني ان تتناولوا هذه الدراسة معي كتلاميذ للرب بقلب متسع ملئ بالمحبة والتواضع، وذهن متفتح غير متباطئ او متكاسل يفحص الامور في ضوء كلمة الله، واردفت قائلا: فكلنا تلاميذ امام كلمة الرب. لنصلي حسب الوعد الكتابي الذي قرأته امامهم:

"أعطاني السيد الرب لسان المتعلمين لأعرف أن أغيث المعيي بكلمة. يوقظ كل صباح لي أذنا، لأسمع كالمتعلمين.السيد الرب فتح لي أذنا وأنا لم أعاند. إلى الوراء  لم أرتد." (إش٥٠: ٤-٥)

وجدت رد فعل من الحماس، القبول، والرضى وهكذا صرفت الاجتماع بسلام.

في الايام اللاحقة، وخاصة بسبب فيروس الكورونا وما فيها من اغلاق كنت اصلي طالبا معونة الرب، ساجدا امام الكلمة المقدسة حتى اتعلم واستمع لمعلمين اتقياء لكلمة الرب لتفسيراتهم، ارائهم، وافكارهم حتى المتباينة المتنوعة المتخالفة. وقد كان الوعد مع اخوتي بدروس الكتاب المقدس هذه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي خاصة تطبيق الزووم والفيس بوك.

القارئ الكريم
تابعنا في هذه الدروس الكتابية عن احداث الايام الاخيرة
لنلتقي في الدرس القادم، بقلب متسع وذهن متفتح
آمين

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا