ازداد عدد المسيحيين الانجيليين في جميع انحاء العالم، مما ساهم في تعزيز الدعم الدولي للدولة الاسرائيلية وللشعب اليهودي.
ارتفع في العقود الاخيرة عدد المسيحيين الانجيليين على وجه المعمورة، ويعتبر معدل نموهم الاعلى على مستوى التيارات الدينية في العالم اجمع. ومن المتوقع ان يصبح عدد الانجيليين اكثر من الكاثوليك، وأيضا أكثر من المسلمين في غضون بضعة عقود.
ومن المثير للاهتمام ان هذا التغير الديموغرافي لا يحدث في مدن الدول الاوروبية مثل لندن وباريس ولا في الشمال الامريكي الابيض، وانما يحدث في مدن امريكا اللاتينية وافريقيا وآسيا، مثل ساو باولو، مانيلا، لاغوس وبكين.
ولكي نستوعب هذا التغيير وأهميته للدولة الاسرائيلية علينا ان ننظر الى الماضي. هذا العام سيحتفل العالم بالذكرى المئوية لوعد بلفور وسبعون سنة على تصويت الامم المتحدة على انشاء دولة اسرائيل. والكثيرون من الذين دعموا اقامة دولة اسرائيل دعموها بناءً على ايمانهم الانجيلي القوي. اللورد بيلفور كما هو معروف كان مسيحي متدين، آمن بعودة الشعب اليهودي الى موطنه الاصلي، وعلى هذا الاساس ساهم في تحقيق البيان الذي حمل اسمه. كما ان هرتسل طلب دعم الكاهن وليام هيخلر، كاهن السفارة البريطانية في فيينا الذي ساعده لمقابلة القيصر الالماني. هذا بالاضافة الى الضباط الانجليز الذين ساعدوا اليهود بعد ان قرأوا الكتب التاريخية والنبوات المذكورة في الكتاب المقدس.
ولكي نستوعب الايمان الانجيلي علينا العودة الى الوراء اكثر، الى الحدث الذي حصل قبل 500 عام والذي يحتفل الانجيليون هذا العالم لذكراه، وهو المعروف باسم "الاصلاح المسيحي"، ومع ان مارتن لوثر لم يُظهر دعمه لليهود الا ان عملية الاصلاح المسيحي ساهمت وأثرت في الايمان المسيحي الحديث.
لقد تضاعف عدد ترجمات الكتاب المقدس مع اختراع الطابعات، وخلال عشرات السنين اصبح الكتاب المقدس متوفر في كل بيت مسيحي في اوروبا. وعلّم مارتن لوثر الناس وقال لهم ان الله خلقهم واعطاهم العقل ليفهموا الكتاب المقدس بأنفسهم، وبهذا اضعف سلطة الكنيسة والاساقفة، واصبح المسيحيون يدرسون الكتاب المقدس بأنفسهم مما جعلهم يكتشفون عدة حقائق مهمة واساسية:
1. المسيحية مستمدة من اليهودية وتم كتابة الانجيل على ايدي رسل المسيح اليهود، وان يسوع نفسه كان يهوديا.
2. جعل الله عهده مع الشعب اليهودي ووعد بارجاعهم الى وطنهم القديم.
3. الانجيل يحظر اضطهاد اليهود، وبدل ذلك هناك من آمن بقول الله لابراهيم في سفر التكوين الاصحاح 12: 3 "ابارك مباركيك، ولاعنك العنه. وتتبارك فيك جميع قبائل الارض". من اليهود حصلوا على الكتاب المقدس ونحن نؤمن بالاله نفسه.
ان ازدياد عدد الانجيليين في العالم يؤثر سياسيا على الدول التي تشهد ازدياد في اعدادهم ويجعلهم مقربين اكثر الى اسرائيل، من بين هذه الدول: البرازيل التي يصل نسبة الانجيليين فيها الى ما بين 26 الى 30 في المئة، غواتيمالا أكثر من 40 في المئة. اوغندا 37 في المئة. نيجيريا 40 في المئة. عدد الانجيليين في اندونيسيا الاسلامية وصل الى 12 في المئة من التعداد السكاني. في الصين يُقدر عددهم بـ 100 مليون.
حتى في ايران العدو اللدود لاسرائيل، تشهد ازدياد كبير في عدد الانجيليين على اراضيها، من بضعة الاف مع بداية الثورة الاسلامية الايرانية في اواخر السبعينات واوائل الثمانينات الى ملايين في هذه الايام، والعديد من هذه الكنائس تصلي لسلامة اسرائيل.
وطبعا لا ننسى الولايات المتحدة التي تُعتبر الراعي الاول للانجيليين حول العالم ورئيسها الحالي دونالد ترامب الذي دعمه الانجيليون وساهموا في ايصاله للحكم، ومع انه لم يحقق وعده في نقل السفارة الاسرائيلية الى القدس الا انه يعتبر الداعم الاول لاسرائيل، وهناك ضغوطات عليه من الانجيليين ليحقق وعده في نقل السفارة.
هذه المقالة هي جزء من محاضرة رئيس السفارة المسيحية الدولية في القدس، يورغن بولر.