لقاء الرّب يسوع مع نيقوديموس (ج5) - نتائج وسر الولادة من فوق

المولود من الجسد، أي المولود من أب وأم بشريين، يأخذ عن أبويه الطّبيعة البشرية الفاسدة، ويعيش في هذه الطّبيعة ويرتكب الخطايا والشرور بسبب ما ورثه من طبيعة فاسدة...
09 ديسمبر 2017 - 21:02 بتوقيت القدس

لقاء الرّب يسوع مع نيقوديموس

رابعًا: ما هي نتيجة الولادة من فوق؟ أول وأهم نتيجة للولادة من فوق هو أن الله يعطينا الحق في دخول ملكوت الله كما قرأنا في يوحنا 3:3، 5 "إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللَّهِ". "إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللَّهِ". أي أن الولادة الجديدة هي الشرط الرئيسي الأول لدخول ملكوت الله. وهكذا فكل من اختبر التجديد والولادة من فوق هو إنسان يعيش واثقًا ومطمئنًا بأن له الحياة الأبديّة.

بالإضافة إلى يقين الخلاص والحياة الأبديّة، فإن الذي يولد من فوق يكتسب طبيعة جديدة، أي يصبح إنسانًا روحيًا، كما قال الرّب يسوع في يوحنا 6:3 "اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ". فالمولود من فوق لا يعيش فيما بعد لجسده، بل يعيش حياة روحية مقدسة لله. 

المولود من الجسد، أي المولود من أب وأم بشريين، يأخذ عن أبويه الطّبيعة البشرية الفاسدة، ويعيش في هذه الطّبيعة ويرتكب الخطايا والشرور بسبب ما ورثه من طبيعة فاسدة، وكذلك بسبب القوة الهائلة العاملة في داخله والتي تجذبه إلى حياة الخطيّة والشر والنجاسة. وهكذا فالمولود من الجسد لا يستطيع أن يرى ملكوت الله. أما المولود من الله، أي المولود ولادة روحية ثانية، فإنه أيضًا يستمد من أبيه السماوي طبيعة جديدة، هي طبيعة الله المقدسة والصالحة، وبالتالي تصبح لديه القدرة على الحياة الروحية المنتصرة على الشر والخطيّة.

نقرأ في رسالة كورنثوس الثّانية 17:5 "إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا". يصبح المولود من فوق إنسانًا جديدًا بكل ما في الكلمة من معنى. فتتغير عواطفه وأفكاره الداخلية وشهواته ورغباته. كذلك تتغير نظرته إلى الأشياء من حوله. فما كان مصدر فرح وسرور له في الماضي، يصبح مصدر إزعاج وضيق روحي.

فعلى سبيل المثال: يفرح الخطاة بالموسيقى الصاخبة والملابس المكشوفة والرقص المخجل والحديث السخيف من نكات مخجلة وكلمات محمّلة بالمعاني االشهوانية. كذلك يفرح الخطاة بالحديث على الغير وبإضاعة الوقت في الرياضة أو لعب الورق والبلياردو أو أية وسائل ترفيه وتسلية. أما المولود ثانية فيجد فرحه الحقيقي في سماع الترانيم والموسيقى المسيحية التي تمجد الله. كذلك يجد المؤمن الحقيقي سعادته في خلاص النفوس، وفي حضور اجتماعات الكنيسة، وفي دراسة كلمة الله، وفي الزيارات التبشيرية، وفي الدفاع عن حق الإنجيل، وفي الشركة والزيارات مع الأخوة والأخوات المؤمنين بالرّب يسوع. فما أعظم الفرق بين المولود من الجسد والمولود من الروح.

أفضل صورة للمقارنة بين المولود من الجسد والمولود من الروح هي المقارنة بين الموت والحياة. فالمولود من الجسد فقط هو إنسان ميت في الذنوب والخطايا، فهو يعيش بقيادة روح الشر والشيطان ولا يمتلك أي حس روحي لأمور الله. أما المولود من الروح، فهو يعيش بقيادة الروح القدس ولديه حساسية مطلقة لكل ما هو صالح وجميل ومقدس وطاهر، ويعمل قدر طاقته لتمجيد اسم الله. إن المولود من الروح لا يعيش لنفسه بل لربه، كما نقرأ في كورنثوس الثّانية 15:5 "كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ". إن المولود ثانية هو الإنسان المنتصر، الذي يغلب العالم كما نقرأ في رسالة يوحنا الأولى 4:5ـ5 "لأَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ يَغْلِبُ الْعَالَمَ. وَهَذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا. مَنْ هُوَ الَّذِي يَغْلِبُ الْعَالَمَ، إِلاَّ الَّذِي يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ؟". الذي ولد من فوق، يختبر فرحًا حقيقيًا دائمًا لا ينطق به ومجيد، الذي ولد من فوق لا يتغير مع تغير الظروف، بل يغلب العالم بقوة الروح القدس الساكن فيه. المولود ثانيةً "قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ". (يوحنا 24:5). المولود ثانية له حياة أبديّةٌ في السّماء، وحياة أفضل على الأرض.

سر وحقيقة الولادة من فوق (يوحنا 7:3-8): الولادة من فوق حدث روحي مجيد لا يدركه الإنسان ولا يعرف كيف يتم، ولكنه حقيقة مجيدة يصدقها الإنسان المؤمن ويختبر نتائجها بشكلٍ عملي في حياته اليومية. ويبدو من نص الآية السابقة أن الرّب يسوع قد لاحظ علامات تعجب واستغراب في وجه الشيخ نيقوديموس، ولذلك خاطبه قائلًا: "لاَ تَتَعَجَّبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ: يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ". والسؤال الذي يفرض نفسه هنا: لماذا تعجب نيقوديموس من تأكيد الرّب يسوع على أهمية ووجوب الولادة من فوق؟

حسب التعاليم والتقاليد التي عرفها نيقوديموس، ساد الإعتقاد بأن التدين وحفظ الوصايا والشعائر، والعبادة في الهيكل كانت كفيلة بكسب رضى الله والحصول على الغفران. لذلك فإن ما قاله الرّب يسوع كان شيئًا جديدًا لم يعهده ولم يعرفه الناس من قبل، لأن الفكرة التي كانت سائدة هي أن الخلاص يتم بالأعمال الصالحة وحفظ النّاموس، دون أخذ الحالة الروحية للإنسان بعين الإعتبار، ودون حياة القداسة والتدقيق. فالمهم كان المظهر الخارجي ورضى الناس وإسكات صوت الضمير بالقيام بالواجبات الدينية التي تقوم على تعاليم ووصايا الناس.

في الواقع أن نيقوديموس يمثل الشريحة العظمى من المجتمع البشري. فكل ديانات العالم الكبرى مثل الهندوسية والبوذية والإسلام واليهودية، وحتى الدّيانة المسيحية الإسمية، تشدد على حفظ الطقوس والتقاليد والقيام بالأعمال الصالحة وتأدية الواجبات الدينية والذهاب إلى بيوت العباد. ويعتقد الناس أنهم بذلك يقومون بواجباتهم تجاه الله، وبأنهم بالتالي سينالون بركات الله وغفرانه. أي أن مقياس الإيمان والورع لدى غالبيّة الناس هو التدين الخارجي وعمل الحسنات التي يحسبها لهم الله للتعويض عن السيئات.

كثيرًا ما نسمع الناس يتحدثون في حياتهم اليومية عن الأجر الذي سينالونه من الله إذا ما قاموا بعملٍ صالح. ومن الأمثلة المعروفة لدينا عبارة "أجرك على الله". وهم بذلك يجعلون الدين تجارة بكل معنى الكلمة.

يخبرنا الإنجيل بكل وضوح أن طرق الله غير طرقنا، وأن أفكاره غير أفكارنا، كما نقرأ مثلًا في سفر إشعياء النّبي 8:55: "لأَنَّ أَفْكَارِي لَيْسَتْ أَفْكَارَكُمْ وَلاَ طُرُقُكُمْ طُرُقِي يَقُولُ الرّب". فالأعمال الصالحة التي يعتقد غالبية الناس أنها تكفي للخلاص هي في نظر وفكر الله لا تسوى شيئًا نهائيًا، بل هي كالخرق البالية. فالله لا يخلّص أيَّ إنسان بناءً على أعمال هذا الإنسان أو صلاح هذا الإنسان، لأن الخلاص لا يعتمد على الأعمال الصالحة أو الانتماء العائلي أو الطائفي أو الوضع الاجتماعي والمالي.

الخلاص هو عطية مجانية من الله وذلك كما نقرأ بوضوح في رسالة القدّيس بولس إلى أفسس 8:2-9: "لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ". وسبب ذلك هو أن الإنسان لا يستطيع أبدًا أن يدفع أو يعطي ثمن خلاصه، بل المسيح وحده دفع ثمن خلاص العالم بدمه الذي سفكه على الصّليب. نقرأ في رسالة غلاطية 16:2: "إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النّاموس، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضًا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النّاموس. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النّاموس لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا". فلا خلاص ينتج عن الأعمال الصالحة. ولا تبرير ينتج عن الأعمال الصالحة، بل أن الخلاص والتبرير هما عطية من الله يتمان عندما نضع ثقتنا وإيماننا بالرّب يسوع وبما عمله من أجلنا على الصّليب. وعندما نولد من فوق، أي عندما نقبل المسيح مخلصًا وربًا لحياتنا، وعندما نمتلئ من الروح القدس، تتغير دوافعنا ورؤيتنا للعالم، ونجد أنفسنا مندفعين للتعبير عن محبتنا وشكرنا لله الذي خلصنا بالقيام بالأعمال الصالحة التي تتفق مع مشيئة الله.

  • نحصل على الخلاص بدون أعمال صالحة. (أفسس 8:2ـ9).
  • يقودنا الخلاص إلى ممارسة الأعمال الصالحة (أفسس 10:2).
  • الأعمال الصالحة هي ثمار الإيمان ودليل حصولنا على الخلاص (يعقوب 17:2ـ18).
  • الأعمال الصالحة لا تعطي لنا أي خلاص، أما الخلاص فإنه دائمًا ينتج أعمالًا صالحة.
  • الأعمال الصالحة هي نتيجة الخلاص وليست سببًا لحدوث الخلاص.
  • الأعمال الصالحة هي ثمار الخلاص وليست أساس الخلاص.
  • يجب على الإنسان أن يصبح مسيحيًا أولًا حتى يستطيع أن يعيش الحياة المسيحية.
  • يجب أن يصبح الإنسان صالحًا حتى يستطيع القيام بالأعمال الصالحة.
  • يجب أن يخلق الإنسان من جديد في الرّب يسوع المسيح لكي يستطيع أن يقوم بالأعمال الصالحة التي تتفق مع مشيئة الله العامل معنا وفينا، تمامًا كما كتب بولس الرسول بوحي من الله إلى الكنيسة في فيلبي: "وَاثِقًا بِهَذَا عَيْنِهِ أَنَّ الَّذِي ابْتَدَأَ فِيكُمْ عَمَلًا صَالِحًا يُكَمِّلُ إِلَى يَوْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ". (فيلبي 6:1) وأيضًا: "لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ". (فيلبي 13:2).

أن موضوع الخلاص هو أهم موضوع في الحياة المسيحية، لأنه بدون الخلاص لا توجد كنيسة مسيحية، ولا يوجد رجاء حي، ولا ننال الحياة الأبديّة. ولذلك فالتشديد على الخلاص الذي نحصل عليه بالإيمان بالرّب يسوع المسيح هو لتذكيرنا بأننا يجب أن نعيش بالإيمان، مظهرين في كل يوم ثمر الخلاص في حياتنا وذلك بالأعمال الصالحة التي تمجد الله وتبرهن على أننا حقًا قد ولدنا من فوق. وهذا يعني بأنَّ المؤمنين بالرّب يسوع يعملون ما هو صالح للتعبير عن إيمانهم ومحبتهم لله وللناس، ولا يعملون الصالحات لشراء خلاصهم أو لتسجيل حسنات لهم. قال الرّب يسوع له المجد في مثل العبد الذي يخدم سيده بأمانة في لوقا 7: 9-10 "فَهَلْ لِذَلِكَ الْعَبْدِ فَضْلٌ لأَنَّهُ فَعَلَ مَا أُمِرَ بِهِ؟ لاَ أَظُنُّ. كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا مَتَى فَعَلْتُمْ كُلَّ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ فَقُولُوا: إِنَّنَا عَبِيدٌ بَطَّالُونَ. لأَنَّنَا إِنَّمَا عَمِلْنَا مَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْنَا". فالأعمال الصالحة تعتبر أمرًا طبيعيًّا في حياة المسيحي الحقيقي، وليست امتيازًا له ثمن.

بعد أن قال الرّب يسوع لنيقوديموس "لا تتعجب"، لأن رؤية الله وفكره تختلف عن رؤية الإنسان وفكره، لجأ الرّب يسوع إلى أسلوب المثل والتشبيه ليوضح حقيقة الإيمان وعمل الروح القدس في حياة الإنسان المؤمن الذي اختبر الولادة من فوق، حيث قال لنيقوديموس في الآية رقم 8 من يوحنا 3: "اَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ وَتَسْمَعُ صَوْتَهَا لَكِنَّكَ لاَ تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي وَلاَ إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ. هَكَذَا كُلُّ مَنْ وُلِدَ مِنَ الرُّوحِ". 
في هذه المقارنة نلاحظ النقاط التالية:

  • لا يعرف الناس نقطة بداية حركة أو حدوث الريح، وما هو مصيرها، وأين وعلى من ستهب؟.
  • لا يرى الناس ولا يعرفون من أين جاءت وإلى أين تذهب.
  • ومع ذلك، يمكن للناس الإحساس بالريح وسماع صوتها وإدراك قوتها ورؤية آثار عملها. 

وبنفس الطريقة يمكننا الحديث عن الولادة من فوق وتأثير وجود الروح القدس في حياتنا:

  • فنحن البشر لا نرى عملية الولادة الجديدة.
  • وكذلك فإننا لا نرى الروح القدس.
  • ولا نعرف كيف يعمل الروح القدس، ومن سيقبل الخلاص ومن سيرفض الخلاص.
  • ولكننا حتمًا نختبر حقيقة حدوث الولادة الجديدة، وندرك وجود الروح القدس في حياتنا، فاختبار الخلاص والولادة من فوق يولد في حياة المؤمن المتجدد أحاسيس جديدة، وكذلك يعمل الروح القدس في حياتنا، ويقودنا إلى القيام بالأعمال التي تفرح الله، ويزرع بنا ثقة راسخة بأن لنا ملكوت الله.

مثال حقيقي: في حديث مع سيّدة من بيت ساحور عن امرأة فارقت الحياة، قلت للسّيدة السّاحوريّة بأنني أرجو الله أن تكون المرأة الرّاحلة قد عرفت الرّب يسوع وحصلت على الخلاص قبل وفاتها. فقالت السّيدة: "إذا كانت واحدة مثل الرّاحلة لن تذهب إلى السماء، فلن يذهب أي شخص، فهي كانت غاية في الفضيلة والأخلاق الحميدة، وصيتها رائع ومحترمة جدًا". فقلت للسّيدة: "أن الأخلاق والصيت الحسن والأعمال الصالحة والحياة المحترمة لن تعطي أي إنسان الحق في دخول ملكوت الله، ولكن بإيماننا بالله ووضع ثقتنا بعمل الرّب يسوع المسيح على الصّليب، وبالتوبة الصادقة عن خطايانا، وبالحصول على الخلاص والولادة من فوق، يعطينا الله الحق لكي نرى وندخل ملكوت الله". لقد برهن لي كلام السّيدة أننا كبشر كثيرًا ما نعجز عن فهم فكر الله وطرق الله وإرادة الله في الخلاص والتبرير.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا