الايمان باللّه الواحد - الروح القدس‎

هنالك من يطيع ويخضع لمشيئة الله وارشاد روحه القدوس مثل ملائكته، وهنالك من تمرد وسقط وأصبح عدو لله وشعبه الى ابد الابدين اي الشيطان
03 نوفمبر 2017 - 20:39 بتوقيت القدس

يُخبرنا الكتاب المقدس عن وجود الارواح، ان كان في السماء ارواح الراقدين على رجاء القيامة، ملائكة الله، الارواح النجسة اي الشيطان (ابليس)، روح الانسان وروح الله القدوس.

فهنالك من يطيع ويخضع لمشيئة الله وارشاد روحه القدوس مثل ملائكته، وهنالك من تمرد وسقط وأصبح عدو لله وشعبه الى ابد الابدين اي الشيطان. اما الانسان فما زال باب النعمة مفتوح امامه، وحرية الاختيار ما بين ملكوت الله او اتّباع خطى الشيطان نحو الدينونة والهلاك الابدي.

ذكر لنا الكتاب المقدس عن روح الله منذ بداية الخليقة، اي في كتاب التكوين عندما خلق الله السماوات والارض، وعندما كان يرف على وجه المياه التي خلقها الله. وما زال الروح القدس في ايامنا هذه يرف حول كل قلب قاسي وكل فكر مظلم، لكي يدعو كثيرين الى التوبة ومعرفة الاله الحقيقي، مقدمًا الماء الحي لكل نفس عطشانة، ومعطي حياة وحياة أفضل لكل نفس تائبة.

فكما وعد ربنا يسوع، فقد أرسل المعزي اي الروح القدس بعد انطلاقه الى السماء، وهو الذي يبكت العالم على خطية وعلى برٍ وعلى دينونةٍ، ولكن اي خطية؟ واي بر؟ واي دينونة؟ (يوحنا 16: 7)

انها خطيتي انا وانت، فهل ما زلنا نكتم خطايانا ولا نعترف بها الى الآب السماوي لكي ننال الغفران الكامل والمصالحة مع الله؟ وان قلنا اننا لم نخطئ نجعل الله كاذبًا وحاشا لنا! لان الكتاب يقول ان الجميع اخطأوا وأعوزهم مجد الله، الذي تجلى بالصليب وموت المسيح الكفاري عنا. فروح الله لا يُظهِر ولا "يفضح" خطايا الاخرين لنا، فهذا من عمل واختصاص روح اخر، الشيطان، ابليس، الذي يشتكي على الاخوة ليل نهار، وليس عمل روح الله الذي هو محبة.
واي بر ان لم يكن بر المسيح الكامل الذي يناله المؤمن على حساب النعمة، لان المسيح أصبح خطية لأجلنا لنصبح نحن بر الله فيه.
فكيف ننجو نحن من دينونة ابدية رهيبة، ان رفضنا دعوة الروح القدس للاعتراف بخطايانا واتباع المسيح من كل القلب، لأنه بالفعل رهيب ومخيف الوقوع في يدي الله الحي لكل معاند ومقاوم للحق، وكل من يتبع اكاذيب الشيطان.

ولكن المسيح وعد بالمعزّي لكل محبّيه وحافظي وصاياه، هذا الروح الذي يعطيه الآب والذي يمكث معنا الى الابد. فلا تخف يا اخي المؤمن ولا يضّطرب قلبك، لان الروح القدس هو روح الحق، ويطرد كل شك وكل ظن، ويذكرنا بكل ما قاله يسوع، ووعوده المباركة، وانه معنا كل الايام الى انقضاء الدهر، وهو ايضا الذي يعزينا في برية هذا العالم، وعندما نخطئ ونضعف، او نخور في الطريق، فنجد الروح القدس المعزي والمرشد، والذي يقوينا عندما نضعف، لان الله لم يعطنا روح الفشل، بل روح القوة والمحبة والنصح (تيموثاوس الثانية 1: 7). 

فهل نتمتع نحن بحضور الروح القدس معنا وفينا ايضا؟ وهل سكن قلوبنا لكي نصرخ يا ابا الآب؟ ام ما زلنا نعيش حياة الشك والخوف، والبعد عن الله القدوس؟

 فهو الذي وعد في كتاب يوئيل انه سوف يسكب روحه على كل بشر، لكي نتنبأ، نحلم احلاما ونرى رؤى لا يراها الى من صدق وامن باسم ابن الله الحي يسوع المسيح، وان لم تنل بعد هذه النعمة المباركة فاطلب من كل قلبك وهو يعطي ولا يعير، يعطي ليس بكيل ولكن بفيض عظيم يروي قلبك وكل من هم حولك...
 ان لم تنل فلا تبرح من اورشليم، بل انتظر موعد الآب الذي سمعناه من يسوع، لان يوحنا عمد بالماء، اما نحن فسنتعمد بالروح القدس. لا تبرح من اورشليم، لا تبرح من كنيسة الرب، لا تبرح من الشركة مع جماعة المؤمنين لاننا نحن جسده واعضائه الكثيرة، وهو وعد انه سوف يعطينا روحه، الروح القدس، الروح الواحد، الروح الذي يوحِّد ولا يفرق، لانه من ليس معنا فهو علينا ومن لا يجمع فهو يفرق!! لاننا جميعنا سُقينا من الروح الواحد، فلم العداوة والخصام ايها الاحباء؟ لم الغيرة والسخط والتحزب والانشقاق يا كنيسة الرب؟ الا نعلم ان الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله!
 فدعونا نرجع من كل القلب الى المحبة الاولى، بكل بساطة قلب نرفع المسيح وحده في حياتنا فوق كل اعتبار او مصلحة شخصية، ونكرم الاخوة أكثر من أنفسنا، الم نسمع عن ثمار الروح القدس؟ وان سمعنا هل اختبرناها في حياتنا؟ المحبة، الفرح، السلام، طول الاناة، اللطف، الصلاح، الايمان، الوداعة والتعفف... فاين نحن وثمار الروح؟ (غلاطية 5: 22)

 كلنا بحاجة ان نتغير الى صورة ومثال الرب يسوع المسيح، فهذه هي الدعوة لكل واحد منا.
 اليس هو الحبيب فادينا؟ اليس هو فخرنا؟ هل نفرح إذا استيقظنا بشبهه؟ ام ما زلنا مشغولين بأمور وهموم هذا العالم ونسينا الدعوة من فمه المبارك؟ هل نشعر اننا وصلنا ولسنا بعد بحاجة الى عمل الروح القدس في قلوبنا؟ هل الخدمة شغلتنا عن شخصه المبارك؟
دعونا ننظر ايها الاحباء الى مجد الرب بوجه مكشوف، كما في مرآة، نتغير الى تلك الصورة عينها، من مجد الى مجد، كما من الرب الروح، لان الرب هو الروح وحيث روح الرب هناك حرية... (كورنثوس ثانية 3: 17).

 كلنا كمؤمنين بالمسيح، وابناء الله، عندنا تحديات وصعوبات في حياتنا الشخصية وفي الخدمة، ولكن هل أدركنا ان آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد ان يستعلن فينا؟ لان انتظار الخليقة يتوقع استعلان ابناء الله. ونحن كشعب الرب في هذه البلاد، هل نصلي بالروح بدافع المحبة لكي يفتقد الرب بلادنا؟ هل نحن منفتحين لعمل الروح القدس لكي يعين ضعفاتنا؟ وكما يقول الكتاب في رومية اصحاح 8: 26، اننا لسنا نعلم ما نصلي لأجله كما ينبغي، ولكن الروح نفسه يشفع فينا باناتٍ لا ينطق بها. دعونا نحب بلادنا وشعبنا بالروح، ونصلي بالروح، ونخدم ونعظ بالروح لأنه ان لم يكن الروح القدس العامل فينا ومن خلالنا، فباطل عملنا!

 ان الله الروح القدس، إله حي، يسمع، يتكلم، يرشد، يوجه، يوبخ، يقوي ويمسح للخدمة.
فكما قال الروح لبطرس ان يذهب مع الرجال في يافا لكي يتمم عمل الرب المبارك (اعمال 11: 12)، وكما قال الروح القدس ان يفرزوا برنابا وشاول للعمل الذي أعده لهما (اعمال13: 2) وكما مسح الله يسوع الذي من الناصرة بالروح القدس والقوة، الذي جال يصنع خيراً، ويشفي جميع المتسلط عليهم ابليس، لان الله كان معه، (اعمال 10: 38) دعونا نسمع صوت ودعوة الرب يسوع بالروح القدس لكل واحد منا، ونستجيب لهذه الدعوة بدافع المحبة لشخصه المبارك، ونقوم ونعمل في حقل السيد، لان الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون...

 دعونا، بقوة وجبروت الروح القدس الذي اقام يسوع من الاموات، نفس الروح الذي اقامنا معه، واجلسنا معه في السماويات، الساكن فينا، واعطانا ان نتأيّد بروحه في الانسان الباطن، دعونا نقوم ونعمل الاعمال الصالحة التي سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها، ونتمم الخدمة المباركة التي اعدها لنا جميعا، له المجد والكرامة والقوة والسلطان الى الابد، امين.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا