الوطنية والإيمان (3) – وطنيتي الجديدة في المسيح

يجب أن نعطي فرصة لله أن يستبدل محبتنا الجسدية القديمة لشعبنا، بمحبة إلهية جديدة له. فمهما كانت نيتي نقية ومهما حاولت أن أعمل لشعبي بكل جهد وإخلاص، أعمال الجسد لا تقدر أن تخدم أو تخضع لله!
21 سبتمبر 2017 - 10:49 بتوقيت القدس

كما رأينا في المقالة السابقة، من سمات الإنسان العتيق المنفصل عن الله، أنه إنسان يعيش تحت نظام الموت والكراهية؛ يُنتج أعمال مرفوضة لدى الله ولا تأت بثمر له؛ نظام فيه أفكاره وأعماله بالطبيعة معادية لله؛ وله ذهن عاطل عن التمييز بين الحق والباطل! أيضًا ذهن محاط بالدينونة للآخرين ومستسلم للمسلمات السياسية الموروثة من عالم الموت! وطرحنا السؤال:

هل كل قلبك للمسيح ام ان المسيح اولا وهناك ثاني وثالث؟

كيف يقدر ان يعيش المؤمن في ثوب وطنيَّته القديم الذي يتسم بالصفات السابقة، أن يخدم الله ويخدم شعبه؟

الكل قد صار جديدًا:

يقول الوحي: "17 إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا" 2 كورنثوس 5.
فعندما يقول الوحي: "الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا"؛ كلمة "الكل"، يجب أن تشمل هويتنا الوطنية السابقة أيضًا. وتجديد الذهن الوطني هو امر حتمي وجزء من العبادة والتكريس، لكي نختبر مشيئة الله الصالحة لنا ولشعبنا:
"2 وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ الله الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ" رومية 12.
لذلك استخدمت إلى الآن تعبير "هويتي الوطنية الجديدة في المسيح"؛ لأنه من الخطأ أن يتوقع المؤمن أن الهوية الوطنية هي جانب لا يحتاج لتجديد وتغيير.

إن القصد من تجديد هويتي الوطنية يشمل عدة جوانب؛ سنتناول منها في هذه المقالة، جانبين فقط:

1- تجديد محبتي لشعبي:

تجديد محبة الإنسان لشعبه هي من أهم الشروط للتمتع بالهويَّة الوطنية الجديدة في المسيح، وتحتوي على جانبين هامين:

الأول، استبدال المحبة الجسدية بالمحبة الإلهية: 
إن محبة الإنسان الطبيعي لشعبه، مهما كانت محبة نقية ومخلصة، هي جسدية خالصة لا تخدم الله. إن الوحي يؤكد على أن أي شيء ينتج من أعمال الجسد، لا يقدر أن يخدم الله: 
"7 لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ عَدَاوَةٌ ِللهِ، إِذْ لَيْسَ هُوَ خَاضِعًا لِنَامُوسِ اللهِ، لأَنَّهُ أَيْضًا لاَ يَسْتَطِيعُ (أن يخضع)" رومية 8. 
فهذه الآية تؤكد على أنه مهما كانت نيتي حسنة ومحبتي لشعبي قوية جدًا؛ إذا كانت محبتي لشعبي جسدية وليس إلهية، لن تخضن لناموس الله، ولن تقدر أن تخضع له. 
وبعد الإيمان، الله يسكب محبته الإلهية فينا بالروح القدس:
"5 ... لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا" رومية 5. 
لذلك بعد الإيمان، يجب أن نعطي فرصة لله أن يستبدل محبتنا الجسدية القديمة لشعبنا، بمحبة إلهية جديدة له. فمهما كانت نيتي نقية ومهما حاولت أن أعمل لشعبي بكل جهد وإخلاص، أعمال الجسد لا تقدر أن تخدم أو تخضع لله!

الثاني، التخلص من الجانب المظلم للمحبة الجسدية:
في كل محبة جسدية، هناك جانب مظلم لا يخدم المُحب ولا من حوله، وهذا الجانب لا يمكن أن يتخلص منه الإنسان، إلا إذا تحرر من المحبة الجسدية، وطلب من الله أن يملأه بمحبة إلهية.
تعريف المحبَّة الجسديَّة: هي المحبَّة الناتجة عن الجسد أو النفس وليست كنتيجة لمحبَّة الله الفائضة فينا ومن خلالنا بالروح القُدس.
حتى أفسر النقطة وما هي المشكلة في المحبة الجسدية، سأشارك باختباري الخاص من جهة التخلص من الجانب المظلم للمحبة الجسدية. 
لقد نشأت في بيت، كنت أسمع فيه أبي وأمي كل الوقت يتكلمان ضد اليهود وذكرياتهم الأليمة من أحداث الهجرة وحروب سنوات 1948 و1967 وما رافقها. فمثلي ومثل الكثيرين من أبناء شعبنا الفلسطيني، نشأت على كراهية اليهود. وبعد زيارة المسيح لي في 27/ 2/ 1995، سلمت حياتي له، وحالاً بعد إيماني بدأت صراعًا ضاريًا مع كراهيتي لليهود. حيث تواجهت مع نصوص الموعظة على الجبل الواضحة والصريحة: 
"44 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ" متى 5. 

ومهما حاولت أن أتخلص من الكراهية والمرارة والغضب القلبي المستمر عليهم، لم أنجح. وأخذني هذا الصراع حوالي أربع سنين؛ وذات يوم، تواجهت مع أحد نصوص الموعظة على الجبل، وهو كالتالي:
"24 لا يقدر العبد أن يخدم سيِّدين، لأنه إما أن يُبغض الواحد ويُحب الآخر أو يُلازم الأول ويحتقر الآخر.." متى 6. 
ما شدني في هذا النص، هو الربط الحتمي الذي قدمه المسيح ما بين: يُحب/يُبغض ويلازم/يحتقر. صليت في هذا النص وبعدها بدأ الروح القدس يفسر لي المفتاح الهام الذي عمل انقلاب في حياتي وقلبي. لكل محبَّة يوجد وجهان: [محبة / بُغضة] أو [ملازمة / احتقار]، كما قال المسيح، في النص أعلاه. إنَّ المسيح تكلَّم هنا عن محبة الله ومحبَّة المال أو العالم. ولكن الغريب في الموضوع هو أنه وضع البغضة خلف المحبَّة وكأنهما وجهان لعُملة واحدة. فالوضع الصحِّي للمؤمن بحسب النص، هو أن يحب الله مما يجعله يُبغض الخطيَّة ويحتقر الأمور الدُنيَوية. فالمحبة الإلهية الحقيقية الصحيحة يُلازمها البغضة الصحية، أي بغض الخطية والشر؛ وألا يفرح الإنسان بالإثم، بل يفرح بالحق (1 كورنثوس 13: 6). بعدها بدأ الرب يفهِّمني أنه عندما أحب كمؤمن شعبي الفلسطيني محبة إلهية حقيقية، ستلازمها البغضة الصِّحِيَّة، وهي بُغضة للخطية والشر، لا يهم مَنْ فاعله، سواء الفلسطيني أم الإسرائيلي. وأن أريد الخير للجميع دون أي تمييز، حتى لمن يعاديني. 
أما عندما أحب كمؤمن شعبي الفلسطيني بمحبة ليست إلهية بل جسدية، ستحمل المحبة الجسدية معها جانبًا آخر مُظلمًا لا يمجد الله. وهو بغضة واحتقار ليس للخطية والشر، بل للشعب الإسرائيلي أو لشعوب أخرى؛ وأيضًا ستمنعني المحبة الجسدية من أن أحكم في الأمور حكمًا نزيهًا لا يميز بين فلسطيني وإسرائيلي، مسيحي ومسلم. 
إنَّ هذه هي أساس المشكلة التي عانيت أنا منها، فالوجه الآخر لمحبتي الوطنية الجسدية، كان بغضة واحتقار؛ لكن ليس للشر والخطيئة بل للشعب اليهودي. والجانب المظلم من المحبة الجسدية المزيفة ممكن أن ينعكس سلبًا على جميع جوانب حياتنا؛ وللشرح أدرجت بعض الأمثلة:
* إن كانت محبَّتي لشعبي الفلسطيني جسديَّة فسأبغض وأحتقر الشعب اليهودي أو شعوب أخرى
* إن كانت محبتي للمسيحيين جسدية، فسيكون عندي عنصرية وكراهية ضد أناس من ديانات أخرى.
* إن كانت محبَّتي لكنيستي جسديَّة، وليست كنتيجة لمحبة الله، فسأحتقر كنائس وطوائف أخرى.
* إن كان الجسد هو السائد على محبتي لامرأتي، فسأغار عليها غيرة مُرَّة وأبغض شخص معيَّن رأيته يتكلَّم معها بشكل عفوي.
* إذا كانت محبتي لنفسي جسدية، فسأحتقر الآخرين وأعتقد أني أفضل منهم، وأضع نفسي في تنافس جسدي مستمر معهم.
* إذا كانت محبَّتي لأولادي جسديَّة، فسأحتقر أولاد آخرين، وسوف لا أحكم حكمًا عادلاً على أفعالهم عندما يُخطئون.
* إذا كانت محبتي لخدمتي التي وكَّلني عليها الله جسدية، فسأحتقر خدمات خدَّام آخرين؛ محاولاً إظهار عيوبها وفشلها.

إنَّ المحبَّة الجسديَّة هي من أخطر الضعفات التي نعاني منها كمؤمنين في هذه البلاد، يهودًا وعربًا. والخطير فيها هو أنها غير ظاهرة، أي أن القليل جِدًّا من المؤمنين الذين يشعرون أنَّها شيء خطأ. لأنها لا تظهر بمظهر سيِّئ؛ والسبب في هذا، هو أن مُعظم المؤمنين لا ينتبهون إلى الوجه الآخر المظلم لمحبَّتهم الجسديَّة. وفي اختباري الخاص، كثيرًا ما عرفت أنه في قلبي بُغضة للشعب اليهودي؛ وحاولت أن أطلب من الله أن يزيلها ويغيرني، لكن بلا جدوى. ففي ذلك اليوم شعرت الروح القدس يقول لي: 
"أنت يا ابني تحاول أن تتوب وتتخلص من الشيء الخطأ، فجذور مشكلتك هي ليست أنك تكره اليهود، لكنك تحب شعبك الفلسطيني في الجسد، وليس بالروح، ولا ترى الوجه الآخر المظلم لتلك المحبة. أنه بُغضة، ليست للخطية أو الشر، بل لليهود. "لن تستطيع أن تتخلص من هذه المرارة أبدًا، إلا إذا سمحت لي يا ابني بأن أحررك من محبتك الجسدية لشعبك، وأستبدلها بفيض محبتي الإلهية." [1]

نعم إخوتي الأحباء، بدون أن نتحرر من محبتنا الجسدية لشعبنا، وأن نطلب من الله بأن يستبدلها بمحبة إلهية جديدة له، لن نقدر أن نستلم هويتنا الوطنية الجديدة من المسيح يسوع؛ ولن نقدر أن نخدم الله وشعبنا، خدمة فعالة ومؤثرة.

2- المسيح هو كل شيء:

هذه عبارة نرددها كل الوقت، وأحيانا نرنم له ونقول:
"كل اللي أنا محتاجه، هو أنت 
كل شهوة قلبي، هي أنت 
كل نبضه في قلبي، بك أنت 
كل لحظة في عمري، ليك أنت"
لكن كثيرًا من الأحيان لا ندرك ماذا تعني هذه الكلمات من جهة هويتنا الوطنية!! فتجد بعض المؤمنين يقولون مثلا: 
"المسيح أولا، ووطني أو شعبي ثانيًا" 
أيضًا سمعت بعض الأخوة اليهود المسيحيين يقولون: 
"هويتي في المسيح هي أولا، وهويتي كيهودي هي ثانيًا"!! 
لكن عندما أقول إن المسيح هو أول شيء، هذا يعني أنه يوجد في حياتي شيء ثاني وثالث...! وهذه كارثة كبرى وخطأ في مفهومي للولادة الجديدة. 
عندما يكون المسيح هو الركن الأول من الحياة، وهناك ركن ثاني وثالث ورابع؛ هذا يعبر عن مشكلتين في مفهومي لحياتي الجديدة:
أولا، أن المسيح أصبح مجرد ركن بين أركان كثيرة في حياتنا!! وهذا خطأ جسيم في مفهومنا للولادة الجديدة؛ فالمسيح لم يعطينا ثوبًا جديدًا، لكي نرقع به فقط أجزاء من الثوب القديم؛ بل لارتداء الجديد بجملته، ورمي القديم (لوقا 5: 36).
ثانيًا، أنه يوجد في حياتي أركان ليس للمسيح دور في تشكيلها!! وهذا مفهوم ثانٍ آخر خاطئ. وأحيانًا تسمع المؤمنين يقولون: 
"طالما النهج الوطني الذي أتبعه لا يتعارض مع المسيح، ليس هناك مشكلة"!
هذا أيضًا يعبر عن المشكلة نفسها، لأنه عندما نقسم حيانا فيما يتعارض ولا يتعارض مع المسيح؛ هذا يعني أن حياة المسيح، ليس لها نصيب ولا دخل في تشكيل حياتي الوطنية! إن دور المسيح أكبر من مجرد يتعارض أو لا يتعارض! بل يجب أن يكون المسيح كلي السيادة والسلطة على كل جانب من حياتي الجديدة معه؛ ويكون هو المبادر والمفعِّل لكل كبيرة وصغيرة في حياتي. 
المسيح هو كل شيء، الأول والآخر، البداية والنهاية، لا يوجد أي شيء خارج عن المسيح. فالوحي يؤكد أننا بعد الولادة الجديدة، يجب ألا نعيش لأنفسنا بل للمسيح الذي مات لأجلنا وقام (2 كورنثوس 5: 15). 
فيجب أن يكون المسيح مركز كل شيء في حياتي، لأنه مركز الخليقة؛ الذي يجمع كل ما في السموات والأرض!
"10 لِتَدْبِيرِ مِلْءِ الأَزْمِنَةِ، لِيَجْمَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ، مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، فِي ذَاكَ (أي في المسيح!)" أفسس 1.
أيضًا يجب أن ندرك أن الكل بالمسيح وللمسيح قد خلق:
"16 فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ." كولوسي 1. 
وعبارة " سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ" تشمل سيادة المسيح أيضًا على الجانب السياسي والاقتصادي في عالمنا وحياتنا. وهذا يشمل كل سيادة روحية وأرضية تصنع القرارات والأنظمة وتؤثر على كل شيء يدور في عالمنا، المرئي وغير المرئي. 

لذلك حذر الوحي المؤمنين أن لا ينصاعوا حسب فلسفات ومفاهيم أهل العالم، وقادته!
"8 اُنْظُرُوا انْ لاَ يَكُونَ احَدٌ يَسْبِيكُمْ بِالْفَلْسَفَةِ وَبِغُرُورٍ بَاطِلٍ، حَسَبَ تَقْلِيدِ النَّاسِ، حَسَبَ ارْكَانِ الْعَالَمِ، وَلَيْسَ حَسَبَ الْمَسِيحِ." كولوسي 2.
انظر لتفسير لويس صليب للآية:
"بعدها يستعرض آية ليذكر المؤمنين بمن هو المسيح، فيقول: "9 فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيّاً" أي أنه في المسيح يكمن الملء الإلهي، فهل تريد أن تبحث عن أجوبة وفلسفة بعيده عنه؟ هل هناك أفضل من الخالق ذاته ليعلمك عن خليقته والطريق الكامل الأفضل؟ فالمسيح قد صار لنا حكمة من الله وبر وقداسة وفداء (1 كورنثوس 1: 30). لذلك يتابع النص ويقول: " 10 وَأَنْتُمْ مَمْلُوؤُونَ فِيهِ، الَّذِي هُوَ رَأْسُ كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ."" 
أي أننا مملوئين بالملء الإلهي من خلال رئاسة المسيح، ونتبع أعلى رياسة وسلطة في هذه الخليقة! فهل تريد أن تستبد ذهب قيادة ملك الملكوت، بتراب العالم المُسَلَّم للشرير أخي المؤمن؟

سنتابع في المقال القادم ثلاثة جوانب إضافية، تعلب دورًا كبيرًا في تجديد هويتنا الوطنية في المسيح.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا