كيفية ممارسة السهر على حياتك الروحية

إن السهر الروحي هو بالحقيقة حاجة كل المؤمنين في كل الأجيال، وهو حاجة الكنيسة الملحة في آخر أيام تغرِّبها في هذا العالم، فهل نمارسه في أيامنا هذه؟
18 أكتوبر 2019 - 21:57 بتوقيت القدس

بداية كما هو معروف وكما ثبت بالتجربة فإن الإنسان بشكل عام ولا سيما المؤمن لا يستطيع ان يقف مكانه، فهو إما يتقدم في طريقه طريق الخلاص أو ينحدر ويسقط ومن ثم يتقهقر. ومن هنا تأتي الحاجة لليقظة والسهر لاكتشاف أية معطلات روحية تقف في طريقنا.

سأعطي في هذا المقال القصير ثلاث نصائح بسيطة ينبغي ان نقوم بها باستمرار ويجب ان تميز نمط حياتنا والشكل الطبيعي الذي يفترض ان تسير عليه. 

أولا: تدرّب على الصمت أمام الله، بمعنى خصص وقتًا لممارسة هذا الانضباط الذين يتضمن صمت اللسان وصمت الفكر عن الجولان هنا وهناك، املأ نفسك باليقين أنه يسكن فيك ويمتلك كيانك، تأمل في حلاوته في ذاته – صفاته كلماته في الكتاب المقدس وعبر عن إعجابك به، تأمل في أعماله السابقة والحالية والمستقبلية التي ترى بالايمان أنه سيحققها، ركز على الاشياء غير المتعلقة بك بل بالله عظمته، قداسته، محبته.. 

ثانيا: تدرّب على الإصغاء، بمعنى استمع لما يريد الله ان يلفت نظرك إليه وأن يرشدك إليه، أصغي لما يريد ان يقوله لك في أمور ومشاكل ومواقف في حياتك، قيّم الأمر الذي يأتي إليك بروح الانجيل لتعلم مشيئة الله من جهتك، استمع لصوته الهامس في داخلك، انتظر ليرد عليك أو يصحح طلبتك أو يقول لك ماذا ينبغي ان تفعل، بلا شك ستسمع صوت الله بالطريقة التي يراها وفي الوقت المناسب الذي يراه هو.

ثالثا: ارفع قلبك أمامه واطلب منه ان يستلم قلبك ويملأه من محبته، وركز على ما سيعطيك من مشاعر وأفكار تقربك له، أو سلام داخلي وسعادة تملأ قلبك وفرح بالوقوف أمامه وفي محضره. ثم ابدأ بالتفكير أمام الله واطلب منه ان يرشدك لكي تراقب طريقك الروحي وان تلاحظ الوسائل التي يستخدمها عدو الخير ليعطل مسيرتك ومحاولاته لان يُفقدك فرحك وسلامك، اطلب من الرب ان يُعطيك أفكار عن حياتك، ما هي الخطوة القادمة مثلا؟ إن كان هناك أمر معروض عليك إسأل الرب هل هي خطوة في طريق ملكوتك وتتميم مشيئتك أم أنها للتعطيل؟ اطلب من الله ان يكشف لك عن احتياجاتك الروحية وان يمدك بها حسب مشيئته، ولاحظ ثمار الروح القدس وهي: المحبة، الفرح، السلام، طول الأناة، الصلاح، الإيمان، التعفف، الوداعة، اللطف هل هي تنمو في داخلك أم انك تسمح للشيطان ان يُعطل ثمار الروح القدس؟

أخيرا، عندما لا نكون قادرين على السهر الروحي واليقظة يسهل علينا الاستسلام للافكار والدوافع السلبية مثل رثاء الذات والإدانة والنميمة وقبول الأعذار الواهية.. أو الاستسلام لمشاهدة وسماع ما لا ينبغي، والكثير الكثير مما يمكن ان نتعرض له ولا يتسع المجال لذكره الان.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا