منذ أكثر من ستين عاما وقضية الزواج المدني في لبنان تراوح مكانها. ورغم أن القانون اللبناني يعترف به، إلا أنه يمنع تطبيقه داخل البلاد ويقر به فقط إذا عُقد في الخارج نظرا لرفض هذه الفكرة جملة وتفصيلا من قبل رجال الدين المسيحيين والمسلمين على اختلاف مذاهبهم.
قضية الزواج المدني أثارت عاصفة سياسية عام ألفين وثلاثة عشر واليوم تعود إلى الواجهة بعد تولي ناشطة إعلامية مراسم زواج مدني في مدينة صور الجنوبية. أمر لقي تأييدا من النائب في البرلمان اللبناني بولا يعقوبيان.
بالنسبة للكنيسة، فهي رفــضــت الـــزواج المدني لسببين، اولاً لأن الــزواج في الكنيسة ليس عقدا بشروط دنيوية بــل هــو عهد أبدي، ويجب ان يتم بمباركة من يقوم به ومن المؤمنين الآخرين. ثانيا ان الزواج في المسيحية هو رابطة إلهية "ما جمعه الرب لا يفرقه انــســان" لــذا لا يوجد طــلاق في المسيحية، مع العلم ان الكنيسة تعترف بالزواج المدني لغير المسيحيين.
أما بالنسبة لرجال الدين المسلمين، فقد رفضوا الــزواج المدني رفضا قاطعا لثلاثة اسباب اولا لاعتبار أن عقد الــزواج في الديانة الإسلامية يجب ان يخضع لقانون الــقــرآن وثــانــيــًا ان تــعــدد الـــزوجـــات لا يتعارض مع الاســلام وثالثًا فان الطلاق مسموح في الدين المسلم وفق شروط القرآن.
وبحسب المصادر التي اطلعت عليها لينغا، يعتبر الزواج المدني في قبرص بالنسبة الى اللبنانيين المنتمين الى طوائف دينية مختلفة الراغبين في الزواج، الحل الوحيد، خصوصا عندما لا يريد أحد منهم اعتناق ديــن الآخـــر أو لا يستطيع ذلــك.
